08 أكتوبر، 2010

كم ذا يكابد شاعر ويقاسي



إهداء لكل شاعر طلع عينه في كتابة قصيدة


إهداء لكل شاعر شاف الويل في القافية والعروض


إهداء لضحايا الشعر أينما كانوا

...

.

كم ذا يكابد شاعرٌ ويقاسي



الشَّعْـرُ شَيَّبَ كَلَّ شَّعَرِ الرَّاسِ ,,, كَمْ ذَا يُكَاْبـِدُ شَاْعِرٌ وَيُقَاْسِي

أَمْضَيْتُ فِيْهِ شَبَاْبَ العُمْرُ مُرْتَحِلاً ,,, فَكَأَنَّ بَحْرَ الشِّعْرِ دُوْنَ مَرَاسِي

مَا بَيْنَ قَـاْفِيَـةٍ وَوَزْنٍ قَبْـلَهَا ,,, ذُقْنَـا مَرَاْرَ الشِّعْرِ مِلءَ الكَاْسِ

كَمْ لَيْلَةٍ مَـرَّتْ كَدَهْـرٍ بَائِسٍ ,,, وَأَنَـا بِنَظْـمِ البَيْتِ كَالمُحْتَاسِ

فِإِذَا أَتَاْنِي الفَجْرُ يُعْلِنُ صُبْحَهُ ,,, لمَلَمْتٌ بُؤْسَ اللَيْـلِ فِيْ قِرطَاسِي

وَأَسِيْرُ فِي وَسَطَ الشَّوَارِعِ هَاْئِمَاً ,,, لاَ أَهْتَدِي فِي السّيْرِ كَالهَلاسِ

وَأَصِيْحُ فِي فَرَحٍ لِوَحْيٍ جَـائَنِي ,,, فَأَصِيْرُ كَالمَجْذُوبِ بَيْنَ النَّاسِ

فَيُقَلّبُوْنَ أَكُفَّـهُم فِي حَسْـرَةٍ ,,, هَذَا صَـرِيْعُ المَسِّ مِنْ خَنَّاسِ

وَنَسِيْتُ شُغْلِي وَامْتَهَنْتُ قَصِيْدَتِي ,,, فَبُلِيْتُ بَعْـدَ الرّغْدِ بِالإِفْلاسِ

فَعَرَضْتُ شِعْرِي لِلْمَبِيْـعِ بِغَدْوَةٍ ,,, حَتَّى وَلَوْ كَاْنَتْ مِنَ القُلْقَاسِ

وَتَقَطَّعْتْ مِنَّي (الهُدُوْمُ) وَبَعْدَهَا ,,, سَأَسِيْرُ حَتْمَاً فِي الوَرَى بِلِبَاسِي

يَا كَاتَبَ الشّعْرَ الجَمَيْلَ , أَلا اتْلِهِي ,,, سَيُحِيْلُ ذَا الشّعْرُ الحَيَاةَ مَآسِي


.......

يَا مَعْشَرَ الشّعَرَاءُ إِنِّي مَازِحٌ ,,, إِنَّ القَصِيْـدَةُ مَوْطِنِي وَأَسَاْسِي

إِنَّ الحُرُوْفَ مَلاعِبٌ نَلْهُو بِهَا ,,, لا تَحْسَبَنَّ الشَّعْرَ صَعْبَ مرَاسِ

وَيَظَلُّ يَأْخُذُنِي القَصِيْدُ لأُفْقِهِ ,,, فَتَذُوْبَ رِيْحُ الشّعْرِ فِي أَنْفَاسِي

وَبِهِ سَأَحْكِي قِصَّتِي لِلْعَاْبِرِيْن ,,, وَبِهِ سَيَعْـلُو لِلذُّرَى إِحْسَاسِي

فَارْفقْ بِأَهْلِكَ يَا قَصِيْدُ وَكُنْ لَنَا ,,, أُمَّاً تُهَـدْهِدُ طِفْلَهَا وَتُوَاسِي