الشَّمْسُ فِي الآفَـاقِ تَرْقُبُ حُلْمَنَا ॥ وَوَمِيْضُ نَجْمِ اللَيْلِ دَاْوَيَ جُرْحَنَا
نَمْضِي إِلَي الأَمْجَاْدِ نَخْطُبُ وُدَّهَا ॥ نَغْـدُو مَعَ الإِصْبَاْحِ نُلْهِبُ عَزْمَنَا
لا نَبْتَـغِي غَيْـرَ المَعَـالِي مَوْطِنَاً ॥ وَعَلي ضِفَـافِ النِّيْل يَجْرِي دَرْبُنَا
مَـاْذَا أَقُوْلُ وَكَيْفَ أَحْكِيْ عَنَّنَا ؟ .. وَلَقَـدْ تَوَاْرَي الشِّعْرُ حِيْنَ بُزُوْغِنَا
وَجَلَ اليَرَاْعُ مِنْ الكِتَـابَةِ حِيْنَمَا .. وَجَدَ الحُرُوْفَ تَكَشَّفَتْ عَنْ اِسْمِنَا
وَبِـأَيِّ عِيْدٍ سَوْفَ أَبْـدَأُ قِصَّتِي ॥ وَسَفِيْنَـةُ التّـَاْرِيْخِ تَأْلَفُ شَطـَّنَا
فِيْ كُلِّ شِبْـرٍ مِنْ ثَرَاْنَا مَلْحَمَـة ॥ رَسَمَتْ لِوَجْـهِ البَدْرِ ضَيَّ كِفَاْحِنَا
نَرْوِي بُذُوْرَ القَمْـحِ مَاْءَ وُجُوْهِنَا .. وَبِضَرْبَةٍ فِي الطِّيْنِ يَنْضُجُ خُبْـزُنَا
تُلْكَ الأَيَاْدِي لَمْ تَـرِقّ جُلـُوْدُهَا ॥ خَشْنَـاْءُ مِثْلَ الصَّخْرِ فَوْقَ جِبَالِنَا
نَقْتَاْتُ مِلْحَـاً فِي الغَذَاءِ وَنَرْتَوِي .. بِشَـرَاْبِ مَـاءِ قَنَاْعَةٍ بِعَشَـاْءِنَا
وَتَظَلُّ فِي القَـلْبِ ابْتِسَاْمَةُ لِلْغَدِ ॥ ذِيْ مَؤْنَـةٌ نَحْيَـا بِهَا , تَحْيَـا بِنَا
لا نَرْتَضِي ذلَّ الخُضُـوْعِ وَلا يَهُـوْنُ سُجُـوْدُنَـا إِلَّاْ لِـعِـزَّةِ رَبِّـنَا
كَمْ غَاشِمٌ قَدْ جَاءَ يَقْطُفُ زَهْرَنَا ؟ .. كَمْ ظَـالمٌ قَدْ بَاتَ يَبْغِي قَهْرَنَا ؟
فَتَفَجَّرَ البُرْكَانُ عَنْ عَيْـنِ اللَهَبْ ॥ وَتَشَقَّقَتْ ذِي الأَرْضُ عَنْ أَنْيَـابِنَِا
أَيْنَ الغُـزَاْةُ الطَامِحُوْنَ لِمَلْكِنَا ؟ .. هُمْ فِي بُطُـوْنِ القَبْرِ ذَاْقُوا بَأْسَنَا
نَحْنُ الأُسُوْدُ لَدَي مَيَادِيْنِ الوَغَي .. وَالمُحْسِنُـوْنَ المُكْرِمُـوْنَ لِضَيْفِنَا
كَرَمً يُضَـاْهِي حَاْتِـمً وَيَزِيـْدَهُ ॥ وَلَحِلْمُ أَحْنَـفَ بِضْعَـةٌ مِنْ حِلْمِنَا
طُفْ وَارْتَحِـلْ بَيْنَ البِلَادِ وَقُلْ لَنَا ॥ هَلْ ذُقْتَ مِثْلَ الدِّفْءِ بِيْنَ ضُلُوْعِنَا؟
فَبْطِيْبَةِ الوَجْـهِ المُضَمَّـخِ بِالعَبَقْ .. يَلْقَـاْكَ دَفْقُ الشَّـوْقِ عِنْدَ دِيَاْرِنَا
إِنَّا جُـذُوْرُ الأَرْضِ أَبْنَـاءُ المِحَنْ .. فِي قَلْبِنَـا تَحْيَـا بِفَخْـرٍ مِصْرُنَا
نَمْـضِي مَعَ الأَيَّـامِ حَتَّي نَعْشِهَا .. مَا دَاْمَـت الدُّنْيَا سَيَبْـقَي خُلْدُنَا
أَسْمَاْكُ نَحْنُ بِبَحْـرِ أَيْاْمِ الصِّـبَا ॥ وَنَمُـوْتُ مِنْ ظَمَـأٍ بِدُوْنِكِ أُمِّـنَا
مِصْرُ التِي فِيْ خَاْطِرِيْ تَسْرِي مَعِي ॥ وَعَيُـوْنُهَا الحَـوْرَاْءُ تُلـْهِمُ شِعْرَنَا
بقلــمي