26 يناير، 2009

مهلاً حبيبتى







بغــدادُ صبـراً ولا تتـأوهـى .. وامحـى دمـوعَ الذلِ إن تتألمى


مهــلاً حبيبـة فبعض دموعِكِ .. مـاءٌ لنـارٍ قد أثـار توجعـى


نـوح الثكـالى فـوق جبينـك .. أدمى عيـونى وأرَّق مضجـعى


دمعى لحالِـك ليـس بنـاضبٍ .. والنارُ فى قلبى تُحَـرِقُ أضلـعى


يا دارَ الخلافـةِ يا مهـدَ الشرف .. يا جنـةَ التاريـخِ لا تستسلمى


ردت نـدايـا والحـزنُ يعصرُها .. رفقـاً بنىَّ فإنـى أراكَ تجهـلُنى


فأنــا الثريا وكل الخلقِ تحسدُنى.. بنـتُ العروبـةِ والاسلامُ يَعْمُرُنِى


أعلـو النجومَ وارتقى السحـبَ .. وأمتطى الشمـسَ والفخرُ يغمرُنى


فتـش فى علـومِ الارضِ قاطبـةً .. خطها قومى ولسـوف تذكـرنى


طبـاً وهندسةً وأصنافاً من الأدبِ .. حتى الـدواء وعلم الجبر كلها منى


تهـوى الممـالكُ وتختـفى أممٌ .. وأمضـى بدربـى والعزُ يؤنسُـنى


كـم من ملـوكٍ فى الدنـا باتوا .. وكلهـم أمـلٌ بالنيـل من دارى


سيذكر التاريخُ قصتَهم على عجلٍ .. سحقـوا ودهسـوا تحت أقـدامى


فتلك حكايتى من قبلُ فاحفظهـا .. فمعولُ النسيانِ قبل السيفِ يهدمُنى


ولا تُغر بكبوةٍ للخيـلِ فى سَبَـقٍ .. فالنصـرُ من حقـى والمجدُ يعرفُنى


سأمضى الى ضياءِ الفجرِ قاهـرةً .. ظـلام الليـلِ الذى ما عاد يرهبُنى


ارضـى لـربى ولا أبتغى بـدلاً .. رب الخلائق من الطاغوت يعصمنى


سأحيا من بعد الغزاةِ اياماً وأزمنةً .. لا الصبرُ ينفذ ولا الأعـداءُ تقدرنى


إنى وجهـتُ وجهىَّ للذى فطرن .. أدعوه ليـلاً وربى ليـس يخـذلنى


فـذاك وعـده فى القرآن يذكره .. إنى لنـاصر من قـام ينصــرنى


ليست هناك تعليقات: